الجمعة، 20 يونيو 2008

التجنيس بالبحرين عبء عليها ولثروة لغيرها




(( التجنيس العشوائي عبء على البحرين وثروة بأخرى !!! ))



يشّكل التجنيس السياسي الذي طالما حُذّر منه عبئاً اقتصادياً على الدولة، وتزاحماً على خدماتها المقدَّمة للمواطنين. ولم تعد مساوئ التجنيس بخافية على أحد فقد انسحبت تداعياته السلبية على الموارد التنموية من جانب، والاقتصادية من جانب أخر؛ حتى باتت تلك المضاعفات لا حصر لها ولا عدّ.
إن التجنيس السياسي ليعدُّ من أكبر العوائق أمام استكمال " المسيرة الإصلاحية" بالبلاد. ومن أهم سلبياته ـ والتي بات الجميع يعاني منها ويراها أمام عينيّــه ـ هي استنزاف موارد البلاد، وثروات الدولة وتصديرها لدول أخرى!
ولقد اضطرت الدولة ـ بسبب سياسة التجنيس العشوائي والتضخم السكاني الناتج عنه ـ إلى تحويل البرامج والمشاريع التي يفترض فيها أن تكون مخصّصة للمواطنين إلى تمويل مشترك يتقاسم فيه المجنَّسُ والمواطن معظمَ الأمور كالخدمات المختلفة من مقاعد دراسية، ومنح أو بعثات وخدمات صحية، وحق الضمان الاجتماعي واستحقاق التأمين ضد التعطّل التي سوف يتوزعها المواطن الأصلي والمجنّس بينما يستثنى المجنس من الاستقطاع !!!
وبالتالي تضاعفت المسؤولية على الدولة لحل المشاكل المهمة كالإسكان والبطالة حتى بات يلوح بالأفق استعصاء حلها وتكاد تكون أبدية لا حل لها؛ وذلك لأن التجنيس خلق حالة من عدم التوازن بين الحاجات والمتطلبات الضرورية للمواطنين وأصبح الجميع بذلك يفتقر للاستقرار وأوجد لديهم علامة استفهام كبيرة مشوبة بالرعب والتوجس من المستقبل !!!
بين هذا وذاك يبقى المصير إلى الحل الجذري ضرورة ملحة تفرضها أهمية موقع المواطن والذي يشكل الرأسمال الأهم الذي يجب العناية به، وتتطلب الجهود توفير وتوسيع الخدمات الصحية، والتعليمية، والاقتصادية، والإسكانية للمواطنين دون استثناء؛ فحين تفتح الأبواب لجميع المواطنين لضمان العيش الكريم وحق التملك والعمل فإن ذلك هو المخرج الصحيح من كل الأزمات التي تتهدد الجميع وهو المعبر إلى شاطئ الأمان من أمواج الفتن العاتية والأزمات المستعصية.

محمد الصفار
8/6/2008
ـــــــــ
توضيحات:
الأزلي هو الإمتداء في الماضي بلا نهاية.
الأبدي هو الإمتداد في المستقبل بلا نهاية.
السرمدي هو الإمتداد في الجهتين بلا نهاية.

ليست هناك تعليقات: