السبت، 5 يوليو 2008

الاستجواب أداة رقابية أم تجميلية !!!



( الاستجواب أداة رقابية أم تجميلية )الاستجواب هو أداة من الأدوات الرقابية التي يمتلكها النائب وذلك وفقاً للدستور الذي خوله هذا الحق ومتى ما حان حينه وأتى وقت استخدامه توجب على النائب تفعيله بالشكل الصحيح كي يكون بذلك قادراً على المراقبة من جهة والمحاسبة من جهة أخرى ومن جانب أخر حتى يخشى كل وزير مستجوب هذه الأداة الفاعلة التي تراقبه وقد تحاسبه على كل صغيرة وكبيرة بل وقد تصل ببعض الأحيان لأدانته وطرح الثقة فيه .لكن ما إن نمعن النظر بما هو موجود لدينا فالآية قد تكون شبه معكوسة بمقابل البرلمانات بالعالم أجمع ، فعوضاً عن تفعيل هذه الأداة الرقابية تم بالمقابل تفعيل مبدأ المصاحبة للوزير المستجوب واستقباله بالابتسامة والقبلات مما ساهم بشكل كبير من تفريغ أداة الاستجواب من محتواها الحقيقي وبذلك ما عاد أي وزير يخشى هذه الأداة وبات يوليها أي اهتمام مدام النتيجة بهذه الحفاوة والترحيب من قبل ممثلين الشعب الذين انتخبهم الناس من أجل أن تكون أداة الاستجواب بأيديهم فاعلة وغير جامدة .إن الدور الرقابي هو حق لعامة الناس قبل أن يكون للنائب حق إلغاءه أو تفريغه من محتواه وعدم تفعيله بالطرق المتعارف عليها دولياً وبرلمانياً ، لذا فهو مأزق وعلى النواب أن يتجاوزوه طبعاً إن هم أرادوا ذلك وعليهم أن يعيدوه لمسلكه الصحيح وذلك بداءً من أن يكون الاستجواب بشكل علني لا بداخل الأروقة والغرف المغلقة ووصولاً لتفعيل الدور الرقابي بشكل صحيح لأداة الاستجواب وحينها فقط يمكننا أن نقول أن الاستجواب لدينا هو أداة رقابة ومحاسبة وليس أداة تجميلية .

محمد الصفار1/05/2008

الجمعة، 20 يونيو 2008

الســــواحل المحرمــــــــــــــــّـــــــــة

( السواحل المحرّمة )


من المحرق إلى كرباباد ...مروراً بالمالكية ووصولاً للحد ولا يقف الأمر ـ طبعاً ـ عند الدير؛ فالقائمة تطال الكثير من القرى وسواحلها بالبحرين؛ حيث تتميز جميع هذه المناطق بمعانقتها للبحر وعشق أهلها الأزلي له ؛ فارتيادهم للبحر ليس ببدعة واصطيادهم الأسماك ليس ممولاً من الخارج !!!
فأغلب هؤلاء الناس قد تربى وترعرع في كنف البحر، وكلهم تربطهم تلك العلاقة الوطيدة به كما كان عليه أباؤهم وأجدادهم بالسابق فهم قد عشقوا البحر وعشقهم ....أحبوه وأحبهم وهكذا دواليك ...
فتراهم حيناً بين الأرصفة وحينــاً آخر بين الشُعب المرجانية ، وفي وقت سلف كان أجدادهم يغو صون بأعماقه بحثاً عن اللؤلؤ حيث اشتهروا به، وهكذا لم يختلف حال أحفادهم الذين صاروا يصطادون الأسماك ويأكلون منها ما لذ وطاب وقد يبيع بعضهم ما تبقى منها طلباً للرزق...

يتغنون ( بياهو يا مال ) تارة ٍ وحزاوي الدار تارة ٍ أخرى

هكذا كان البحر عند الأجداد والآباء وما زال الأبناء على ذلك العهد وإن نغّصته بعض المنغِّصات وفلّت من عراه ـ أو كادت ـ بعض المتاعب والمصاعب إلا أن العلاقة ما زالت نابضة...

فجأة أصبح البحر الذي يؤويهم لا يمكن الوصول إليه ..
وأصبحت قراهم بلا شطئانٍ ولا مرافئ تعين من تبقى من روّاده وهكذا أصبحوا وأصبح البحر لمتنفذ !!!

عبارات متعددة ويافطات كثيرة معلّقة بالقرب من سواحلنا بعضها مكتوبٌ عليها ( ممنوع الاقتراب أملاك خاصة !!! )
وبعضها ( الرجاء إزالة جميع القوارب من الساحل ....المالك ) وهكذا تتعدد العبارات وكلٌ إلى ذاك الفسادِ يشيرُ!

هكذا أضحت البحرين الحبيبة! هكذا أضحت تلك الجزيرة الساحرة الوحيدة بالعالم التي لا تحيط بها المياه من كل جانب، جرّاء عملية الردم والتعدّي على السواحل!
هكذا أصبحت تلك الجزيرة الفاتنة جرّاء يد التخريب والطمع الذي لا يقف عند حد!
فقد تحوّلت مساحة البحرين من حوالي 622 كم عام 1969 إلى 710.90 بعام 2001م، ويعلم الله كم ستصبح مساحة اليابسة بعد سبع سنوات مقارنة بهذه الإحصائية؟!
هكذا توسعت رقعة اليابسة لا لعوامل طبيعية أو جيولوجية وإنما بسبب عوامل التعرية للمتنفذين هذا الطاعون الذي يفتك بجمال بلادنا ويغتصب سواحلها الجميلة والذي لا يزال مفتوح الشهية على ما تبقى من سواحل بصورة أبشع من ذي قبل .

إننا نعيش أزمة طاحنة ولابد من إيجاد الحلول الجذرية لها وليس المؤقتة، وعلى عقلاء القوم أن يضعوا الحلول المناسبة للمحافظة على ما تبقى من سواحل حفاظاً عليها من تعدي أصحاب المصالح الخاصة وإلا فإنَّ ترك الأمور تتفاقم هكذا ليس بمصلحة أحد !!!
فتكاثر الأزمات يندر بكارثة تلوح بالأفق والضغط حتماً يؤدي للانفجار وإذا ما استمرت سواحلنا محرمة فحينها لا ينفع الندم .

محمد الصفار
4/06/2008

التجنيس بالبحرين عبء عليها ولثروة لغيرها




(( التجنيس العشوائي عبء على البحرين وثروة بأخرى !!! ))



يشّكل التجنيس السياسي الذي طالما حُذّر منه عبئاً اقتصادياً على الدولة، وتزاحماً على خدماتها المقدَّمة للمواطنين. ولم تعد مساوئ التجنيس بخافية على أحد فقد انسحبت تداعياته السلبية على الموارد التنموية من جانب، والاقتصادية من جانب أخر؛ حتى باتت تلك المضاعفات لا حصر لها ولا عدّ.
إن التجنيس السياسي ليعدُّ من أكبر العوائق أمام استكمال " المسيرة الإصلاحية" بالبلاد. ومن أهم سلبياته ـ والتي بات الجميع يعاني منها ويراها أمام عينيّــه ـ هي استنزاف موارد البلاد، وثروات الدولة وتصديرها لدول أخرى!
ولقد اضطرت الدولة ـ بسبب سياسة التجنيس العشوائي والتضخم السكاني الناتج عنه ـ إلى تحويل البرامج والمشاريع التي يفترض فيها أن تكون مخصّصة للمواطنين إلى تمويل مشترك يتقاسم فيه المجنَّسُ والمواطن معظمَ الأمور كالخدمات المختلفة من مقاعد دراسية، ومنح أو بعثات وخدمات صحية، وحق الضمان الاجتماعي واستحقاق التأمين ضد التعطّل التي سوف يتوزعها المواطن الأصلي والمجنّس بينما يستثنى المجنس من الاستقطاع !!!
وبالتالي تضاعفت المسؤولية على الدولة لحل المشاكل المهمة كالإسكان والبطالة حتى بات يلوح بالأفق استعصاء حلها وتكاد تكون أبدية لا حل لها؛ وذلك لأن التجنيس خلق حالة من عدم التوازن بين الحاجات والمتطلبات الضرورية للمواطنين وأصبح الجميع بذلك يفتقر للاستقرار وأوجد لديهم علامة استفهام كبيرة مشوبة بالرعب والتوجس من المستقبل !!!
بين هذا وذاك يبقى المصير إلى الحل الجذري ضرورة ملحة تفرضها أهمية موقع المواطن والذي يشكل الرأسمال الأهم الذي يجب العناية به، وتتطلب الجهود توفير وتوسيع الخدمات الصحية، والتعليمية، والاقتصادية، والإسكانية للمواطنين دون استثناء؛ فحين تفتح الأبواب لجميع المواطنين لضمان العيش الكريم وحق التملك والعمل فإن ذلك هو المخرج الصحيح من كل الأزمات التي تتهدد الجميع وهو المعبر إلى شاطئ الأمان من أمواج الفتن العاتية والأزمات المستعصية.

محمد الصفار
8/6/2008
ـــــــــ
توضيحات:
الأزلي هو الإمتداء في الماضي بلا نهاية.
الأبدي هو الإمتداد في المستقبل بلا نهاية.
السرمدي هو الإمتداد في الجهتين بلا نهاية.